عقد ندوة تخصصية حول تأثير وحدة الأمة الإسلامية على انتصار الجمهورية الإسلامية الإيرانية

٠١ يوليو ٢٠٢٥ | ١٣:١٣ رقم الخبر : ٥٤٨ الأخبار والأحداث
عدد القراءات:٢
عقد ندوة تخصصية حول تأثير وحدة الأمة الإسلامية على انتصار الجمهورية الإسلامية الإيرانية

بجهود دائرة شؤون التعاون العلمي الدولي في جامعة المذاهب الإسلامية الدولية، أُقيمت ندوة تخصصية حول تأثير وحدة الأمة الإسلامية على انتصار الجمهورية الإسلامية الإيرانية، ألقى فيها حجة الإسلام السيد حسن نجاتي، أستاذ الحوزة والجامعة ومدير وداعية في المجال الدولي، كلمة وذلك يوم السبت 7 من شهر تير عام 1404 هجري شمسي.

حجة الإسلام السيد حسن نجاتي، مدرس الحوزة والجامعة، بدأ أولاً ببيان مكانة الوحدة واعتبر وحدة الأمة وتضامنها من أعظم النعم التي منحها الله للإنسان، وهي من الأهداف الأساسية التي حرصت الشرائع السماوية على تحقيقها، بالإضافة إلى إنجازات البشرية القيمة. إذ إنّ الوحدة والتآزر يشكلان ضرورة فطرية، عقلية، شرعية، سياسية، واجتماعية، ويعدّان أحد الركائز الأساسية لبناء المجتمع والحضارة الإنسانية. ولا يملك الإنسان خيارًا أمام هذه الحقيقة، فقبول الوحدة ليس فقط ضروريًا لاستمرار الحياة الاجتماعية، بل هو شرط لتحقيق الحياة المنشودة والأعلى. لقد شكلت هذه النعمة العظيمة، والهبة الإلهية الكبرى، هدفًا ساميًا لكل الأنبياء والرسل، ولأئمة الدين الإسلامي، ولعظماء المصلحين من بني البشر، إذ إنّ التضامن والوحدة يشكلان الركيزة الأساسية لعملية البناء والتطور، ولنشاط التنمية الثقافية والسياسية والاقتصادية، ولكل خطوات النجاح والتميز في مختلف ميادين الحياة.

وأضاف قائلا: قد أكد القرآن الكريم على أهمية هذا المفهوم، حيث أمر الله عباده بالتمسك بحبل الله جميعًا وعدم التفرق: ((واعتصموا بحبل الله جميعًا ولا تفرقوا)) (آل عمران: 103). فالتفرقة والانقسام يُعدّان من أهم عوامل تردّي وتخلف المجتمع وضعفه وهزيمته، ويمكن إثبات ذلك من خلال النظر إلى التاريخ، بالإضافة إلى التحليل النظري الحديث. وفي عصرنا الحالي، شهد العالم الإسلامي العديد من الانقسامات والصراعات التي نتجت عن مؤامرات خارجية وعوامل أخرى، مما أضعف صفوفه وأضعف وحدته. إذ شكّلت هذه الاختلافات والتشرذم تهديدًا حقيقيًا لأمن الأمة الإسلامية، ولكل مجتمعاتها على حد سواء، وجعلت من الوحدة ركيزة ضرورية لمواجهة التحديات والصراعات التي يمر بها.

قسّم حجة الإسلام نجاتي مستويات الوحدة في القرآن الكريم إلى أربعة مستويات:

الواجهة الأولى: الوحدة على المستوى العالمي أو الإنساني

يؤكد القرآن الكريم أن جميع البشر متساوون في الخلق، ولا توجد فئة مفضلة على أخرى بسبب طبيعتها أو خلقتها. فالعرب والعجم، والأبيض والأسود، جميعهم خلق الله، ويجب أن يُنظر إليهم على أنهم متساوون في القيمة والكرامة أمام الحق، وهو معيار الحق والحقيقة. وإذا وُجد تباين في الصفات الخارجية بين البشر، فذاك من باب التعارف، وليس للتفوق أو التميز. فالوحدة الإنسانية هي فطرة طبيعية، إذ أن الطبيعة البشرية تميل نحو الاجتماع والتآلف، ويُذكر في القرآن أن الأصل الواحد هو سبب التفاوت والتعارف بين البشر، حيث يقول الله تعالى: „يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذکر و انثی، وجعلناكم شعوباً وقبائلَ لتعارفوا، إن أكرمكم عند الله أتقاكم“ (الحجرات: 13).

الواجهة الثانية: الوحدة بين أتباع الأديان السماوية أو وحدة الإيمان

يتجلى هذا المستوى في اتحاد المؤمنين على أساس التوحيد، والعمل معاً لتحقيق عبادة الله والطريق الصحيح، والتخلص من الشرك. فالقرآن يؤكد أن المؤمنين يدعون إلى كلمة واحدة تجمعهم، وهي التوحيد، ففي قوله تعالى: „قل يا أهل الكتاب تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم أن لا نعبد إلا الله ولا نشرك به شيئاً…“ (آل عمران: 85). لو اجتمع الأنبياء في زمن واحد، لما وجد بينهم أي خلاف يذكر، وإذا تجمعوا الآن، فلن يختلفوا أيضاً في جوهر العقيدة.

الواجهة الثالثة: الوحدة على مستوى دار الإسلام، أي وحدة الأمة الإسلامية

تُبنى هذه الوحدة على أساس الإيمان بالله والتوحيد، وتتمثل في التعايش والتكاتف بين المسلمين. فالقرآن يُبرز أن وظيفة الأمة أن تكون أمة واحدة، يقول الله تعالى: „إن هذه أمتكم أمة واحدة وأنا ربكم فاعبدون“ (الأنبياء: 92). ويُطلق على هذا المستوى أحياناً مصطلح „الأخوة الإسلامية“، التي تتضمن المحبة، والتعاضد، والعواطف المشتركة، فضلاً عن الالتزام بالدين والإيمان، وهو من أعلى وأسمى أشكال الوحدة.

الواجهة الرابعة: الوحدة الوطنية أو وحدة الشعب

تقوم هذه الوحدة على القواعد الوطنية التي تتعلق بالثقافة، اللغة، العرق، والتاريخ، أو على أسس قومية عامة، وتركز غالباً على المصالح المشتركة للدولة والشعب.

وفيما يلي، قام المتحدث في الجلسة بتوضيح ماهية الوحدة على أساس نظرية الأمة على النحو التالي:

•        الاعتصام بحبل الله:

ليست كل الاجتماعات مطلوبة، فالمطلوب هو الاعتصام بحبل الله، وأي اجتماع لا يخالف هذا الاعتصام هو من الأمور المرغوب فيها.

•        المصلحة العامة للأمة الإسلامية:

من الركائز الأساسية للوحدة الإسلامية، وهي تعبر أحياناً عن صلاح الأمة أو مصالح الجماعة، حيث يُنصح بتجاهل الاختلافات الجانبية متى كانت المصلحة العامة للمجتمع الإسلامي تتطلب ذلك، والتضحية بالمطالب الفردية أو الفئوية من أجل مصلحة الجماعة.

•        مصالح الإسلام والشرع المقدس:

من السمات الأخرى للوحدة في الإسلام، مراعاة مصالح الإسلام والشرع المقدس، بمعنى الحفاظ على الإسلام، وقوانينه، وأحكامه، وكل ما يتعلق بالإسلام، إذ تُعد وحدة المسلمين واتحادهم من الضروريات الأساسية. فالوحدة التي لا تصون سيادة الإسلام أو قوانينه، لا تمثل الوحدة الحقيقية المنشودة، والهدف الأساسي هو صيانة الإسلام، والوحدة وسيلة لتحقيق ذلك.

•        توحيد الكلمة والعقيدة:

تتضح ماهية الوحدة من خلال مفهوم التوحيد في العقيدة، أو توحيد الكلمة، أو توحيد المعتقد. إذ تجمع الأمة على كلمة واحدة، ورأي موحد، وعقائد مشتركة، ورؤية كونية واحدة، يلتزم بها الجميع. وتُعد هذه الوحدة من شأنها أن تكون حافزاً لنمو المجتمع، وتقدمه، وتمامه، وأن تساهم في تحقيق المدينة الفاضلة والحكومة المرجوة.

•        وحدة العقيدة تثمر وحدة العمل:

وفقاً للرؤية الإسلامية، تعتبر العقيدة المفتاح للتحرك والعمل، فبدون العقيدة لا معنى للعمل. إذ تبدأ جميع أعمال الإنسان بنيّة، فالنية المبنية على المعرفة والرؤية الكونية الشاملة، تتيح أن يُعطى للعمل معناه ومحتواه. من هنا، ومن خلال توجيهات الدين، نبدأ برؤية كونية واحدة، ونتوجّه نحو عمل موحد. وهكذا، فإن وحدة الكلمة، أو التوحد في العقيدة والتصور والكلام، هي التي ترشدنا إلى وحدة العمل.

•        الإمداد الغيبي حریف الجماعة:

مقولة "يد الله مع الجماعة"، مستلهمة من أحاديث أئمة الإسلام، وتؤكد على أن السنن الإلهية والقوانين التي تحكم الكون تدعم وتؤيد مفهوم التكاتف والتعاون بين فئات المجتمع، بحيث يتحول الفرد إلى جماعة، والنفس الفردية إلى تجمع، ويدير الجميع أهدافاً وطرقاً موحدة. فالقانون الإلهي الحتمي يفعّل مصلحة الجماعة لصالح الفرد، ويؤكد أن التفرق والتشتت لا يولدان إلا الهزيمة. ولذلك، أُربطت قُدرة الله (يد الله) مع الجماعة، للدلالة على أن القوة الإلهية تظهر عبر الوحدة.

•        الوحدة تكليف إلهي وشرعي:

مراعاة الوحدة والاتحاد هو واجب شرعي، وتكتسب هذه المسؤولية صفة الوجوب عندما تتعرض مصالح الأمة والمجتمع للخطر، وتصبح فرضاً على الجميع.

•        الأخوة الإسلامية (الوحدة المبنية على الأخوة):

وفقاً للرؤية القرآنية، يُعبر عن العلاقات بين المؤمنين بأنها علاقة أخوة، حيث يقول الله تعالى: "إنما المؤمنون إخوة" (الحجرات: الآية 10). واستناداً إلى مبدأ الأخوة بين المسلمين، قال النبي (ص): "لقد جعل الله عز وجل لكم إخواناً وداراً تأمنون بها". كما أنه بعد دخول المدينة، آخى النبي بين المهاجرين والأنصار، كما ورد في سيرة ابن هشام، حيث قال لهم: "تآخوا في الله أخوين

في الختام، أجاب حجة الإسلام نجابتي على الشبهات المتعلقة بتجاهل الأمة في الأحداث الأخيرة في البلاد وتقليل أهميتها.

  • لا تتعارض نظریة الامة مع القومية (القومية في الجغرافيا الداخلية/ نظریة الامة في جغرافية العالم الإسلامي/ التمركز حول الله في جغرافية الأديان/ والإنسان في جغرافية العالم).

قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَىٰ كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلَّا نَعْبُدَ إِلَّا اللَّهَ وَلَا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا وَلَا يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضًا أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ ۚ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُولُوا اشْهَدُوا بِأَنَّا مُسْلِمُونَ

تعود مكانة إيران في المنطقة والعالم إلى عدة عوامل، من أهمها مدى تأثيرها ودورها بين الأمة الإسلامية. (ستزداد قوة إيران بتأثيرها على الأمة الإسلامية)

  • بالنظر إلى النظام العالمي ووضع أنظمة الحكم في أهم الدول الإسلامية تحت سيطرة القوى العظمى، فإن تركيز الجمهورية الإسلامية على الأمة ينصب في المقام الأول وبشكل أصيل على شعوب الدول الإسلامية نفسها، بحيث يمكن تحويلها في الخطة طويلة المدى إلى قدرات سيادية.
  •  في حرب الاثني عشر يومًا، لم تطلب الجمهورية الإسلامية، بصفتها (مرشدة لتیار المقاومة و الأمة) إمكانیات الأمة.
  • في هذه الحرب، ونظرًا لتهديد العدو باستغلال الإختلافات الداخلية و القومیة، تم التركيز على الوحدة الوطنية أكثر من المساعدات الخارجية لاسیما الوقفات الناجمة من الاشتراکات الدینیة، ومن الأفضل القول إن دور الأمة في الاستفادة من قدراتها لم يحن بعد.
  • نظریة الأمة تعتبر نظریة استراتیجیة ولا يمكن تعريف الاستراتيجية أو نقدها أو تحليلها من خلال الأحداث الصغيرة و الجزئیة و المؤقتة. و نظریة الامة هی تعتبر من اهم الاستراتیجیات لا مجرد تکتیک موقت و جزئی
  • تجرأ العدو على غزو الوطن عندما شعر بنوع من التزلزل و الانخفاض فی النفوذ الإيرانی في المنطقة نتيجة أحداث العامين الماضيين، فکل هذه الاعوام الماضیة کنا ناکل من مائدة الأمن الذي وفرت لنا نظریة الأمة جزءًا مهمًا منها.
  • يخشى أعداء إيران من إيران الإسلامية أكثر من إيران الفارسية الصرفة.
  • إن استغلال طاقات الدول الناطقة بالفارسية في بعض المناطق هو نوع من نظریات الأمة لکن من نوعها اللادينية.
  • كيف نهيئ فرصةً لمهاجمة الأمة، في حين تُعرّف الدول الغربية، بقوميتها، نفسها كجزء من أمة واحدة من خلال تشكيل اتحادات سياسية واقتصادية وعسكرية، بل وحتى دينية، وتدافع با تحارب معًا، ظالمةً من اجل  المصالح المشتركة
  • ما هو مرفوض ومرفوض هو التعصب والتحيز غير المبرر. (حمیّة الجاهلیة).
  • نظریة العولمة نوع من الانتماء للامة البشریة
  • مع كل تأكيده على القومية وإيران القديمة، كان شاه إيران لا يزال بحاجة إلى اهتمام خاص بالدين والأمة الإسلامية لترمیم مکانته بین جمهوره المحلي وشعبه و العالم الاسلامی، فکیف بنا و قد بنی نظامنا علی ارکان الاسلام
  • قد تقتصر القومية على غرض سياسي واجتماعي داخلي، وقد لا تعود علينا بفوائد كثيرة خارج حدودنا، لكن لا شك أن نظریة الأمة لها أهمية وتأثير كبيرين في الداخل بقدر ما لها من أهمية وتأثير على المصالح الخارجية (بسبب التركيبة السكانية لإيران).


تعليقكم :